مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/25/2021 09:56:00 م

قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
 قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها
تصميم الصورة رزان الحموي


استكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...

إنهاء الشراكة:

ما أن استطاع كارل إنجاز محركّه ثنائي الأشواط، حتى وصلته بعض العروض من بعض| المستثمرين|،

 فأنشأ معهم شركةً صغيرةً لتصنيع ذلك المحرك وبيعه للمصانع،

 أما فكرة| السيارة |فأصبحت بعيدة عن ذهنه، ولكن إلى حين. 

بقيت الأمور جيدةً على هذا النحو لمدة عامين، ولكن كارل بينز أراد الانتقال إلى مستوى أعلى لكي يدمج المحرك بعربةٍ متحركة،

 ولكن ذلك يتطلب الكثير من المال والعمال، 

وعندما عرض فكرته على شركائه لم يتحمسوا لها، فأنهى شراكته معهم وأخذ حصته من الشركة.


دعم الزوجة المخلصة:

لم تكن النقود التي أخذها كارل بدل حصته من |الشركة| كافيةً لتحقيق اختراعه، فأقبلت عليه زوجته الثرية ووضعت أمامه كل ثروتها، وحثته على البدء بمشروعه لتحقيق حلمه، فقد كانت مؤمنةً به بشدة، 

وبعد عدة سنواتٍ من التجارب والأبحاث، استطاع كارل الخروج إلى العالم بسيارته الجديدة، ولكنها لم تكن أكثر من عربةٍ بمحرك ومقودٍ وثلاث عجلات،

 ثم أدخل عليها بعض التعديلات قبل أن يقرّر إشهار اختراعه الجديد.


صدمة كارل وانتكاسته:

دعا كارل عدداً من الشخصيات الألمانية الهامة، وعرض عليهم السيارة الجديدة، في حديقة منزله، 

ولكنه ما إن بدأ بقيادتها حتى فقد السيطرة عليها واصطدم بسور حديقة المنزل،

 فتلقّى صدمةً كبيرةً، خاصةً بعد أن أظهر الحاضرون سخريتهم منه، ومخاوفهم من اختراعه الذي قد يكون قاتلاً، 

ولذلك قرّر كارل أن يجري بعض التحسينات على السيارة وألا يعرضها على الناس قبل التأكد من جودتها وسلامة قيادتها.


الانتكاسة الثانية:

بعد أكثر من أسبوعٍ من التحسينات والتعديلات، ركب كارل مع زوجته في سيارته وانطلق فيها عبر أحد الشوارع، فلم يكن من الناس إلا أن تجّمعوا حوله وبدؤوا بالركض خلفه لكي يتعرفوا على هذه الآلة العجيبة، 

وهذا ما أعطى كارل مزيداً من الثقة بالنفس وبسيارته، فراح يؤدي بعض الحركات لكي يُظهر للناس إمكانات سيارته وقدرته على التحكم فيها، 

ولكن السيارة توقفت فجأة عن العمل، فراح الجمهور يسخرون منه ومن سيارته.


الانتقال إلى فرنسا:

في كل مرةٍ يحاول فيها كارل استخدام سيارته، كانت جموع الناس تتجمهر حوله، وهذا سبب ارباكاً لحركة المارة في المدينة، وأزعج الكثير من الناس، 

فقررت الشرطة منعه من استخدام سيارته داخل المدينة، فأصابه الإحباط مجدداً لأن أحداً لم يدرك أهمية إنجازه وقيمته، 

ورافقته حالة الإحباط واليأس حتى راودته فكرة نقل اختراعه إلى |فرنسا |

لأنه إذا نجح هناك فلن تتردد| ألمانيا |في تبني فكرته لأن المنافسة كانت شديدةً آنذاك بين ألمانيا وفرنسا في مجال العلوم و|الاختراعات|.


خيبة أملٍ ودعمٌ جديد:

أخذ كارل سيارته إلى فرنسا وعرضها في أحد المعارض العلمية، ولكنه اكتفى بعرضها دون تشغيلها وتجريبها أمام الناس، فلم يدرك أحدٌ ماهية تلك الآلة ولم يكترث لها أحد

 فعاد إلى ألمانيا يجرُّ أذيال الخيبة، ومرةً أخرى تقرّر زوجته مدَّ يد العون له، فاستغّلت غيابه عن الورشة في أحد الأيام، وركبت |السيارة| مع ولديها وذهبت لزيارة والدتها في مدينةٍ أخرى تبعد عنها أكثر من مئة كليو متر، 

وكان ما فعلته كسراً لكل القواعد والأعراف آنذاك.


إقرأ المزيد...

بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.